العائد

موضوع: العائد السبت أبريل 18, 2009 12:41 am

" ياااااااااااااه كم افتقدها؟ "
يحدث نفسه بينما السيارة تجرى به
انه مهندس بأحدى شركات البترول الكبيرة و طبيعة عمله تجبره ان يغيب عن بيته كثيرا
فى الصحراء المترامية يذهب حيث الوحشة ليست فى المكان و حسب بل فى الروح التواقة الى مطر المشاعر ليروى ارضها
بعيدا عن محبوبته , ليلى هذا الزمان و اميرة قلبه هو
لأشد ما يشتاق اليها
حديثها
صمتها
سحر مقلتيها الذى يغرق فيهما فلا يبصر بعدهما احدا
قلبها البرىء كصفاء سماء الجنة حين تشرق لسكانها
يااااااه
يتذكر كلامها , رقتها, عذوبتها , صخبها و حتى مشاحناتهما تبدو له الان ترانيم حب فى معبد العشق الابدى
صوتها الذى يرنو اليه من فمها كرحيق يكفى فراشات العالم طعاما
وردة تبث عبيرها فى روحه فترسم حدائق احساسه
لقد علمته ان وردة الحياة لا تذبل و لكن ما تذبل هى المشاعر و مثلها تروى مشاعر الاكوان
يبتسم
كم من مرة ضبط نفسه تبثها اشواقه على اجنحة النجوم الساهرة
انها لا تعرف انه كان يقصد مداعبتها حين يراها حتى و ان لم تستسيغها
يحب مناوشتها و استفزازها حتى تثور عليه , تعنفه و توبخه حتى يعود و يصالحها من جديد
انها لا تعرف ان تلك الذكريات و الاحداث هى زاده فى صحراء غربته القاحلة الجدباء
لم يكن هو يوما الشخص الرومانسى الحالم و لم تكن هى فتاة احلامه كما تمناها
و لكنه منذ عرفها اسرته بقوة خفية
اكتشف انه لم يكن يحتاج لفتاة احلامه كما رسمها فى خياله
بل كما تكون هى
مفتاح قلبه كما صنعتها يد القدر
لعل بعده المتكرر عنها هو ما يجعلها يحس بها اكثر و اكثر و يكتشف اعماقها يوما بعد يوما
إن الفراق هو نافذة الالم التى تجعلنا نرى الاشياء على حقيقتها
كم هو غريب طبع الانسان
كلما زاد تباعدهما اكتشف كلا منهما ارضا و جبال خصبة بالاخر
ينير الفراق ارواحنا فنرى بعضنا البعض بلا مرايات او براويز
ربما لم تعرف ابدا مقدار حبه لها
لا تعرف انه ينتظرها حتى تنام ليجلس و يشاهدها كملاك رقيق فى نومها كما فى يقظتها
ياقوتة لا يعرف لها العالم مثيل لا يجب ان تمس بل تترك لتبث نورها على الاشياء
كم من مرة قبل يديها و هى نائمة
كم مرة احتضنها حتى سالت دموعه
دموع شوق ولدها حضور الحبيب
هل احست به حينئذ؟ لا يهم فالنوم ليس الموت بل هو خطوة على الطريق
ان القلوب المحبة لا تحتاج للكلام و لا للتعبير فهى قد تواصلت فى خلوتها السماوية
تصل السيارة الى منزله
يصعد الى الشقة
يدير المفتاح و يفتح الباب
ضباب خفيف يغلف المكان
رائحة الهواء تحمل عبقها كما لو كانت تخاف ان تفقده
يذهب الى غرفتهما
يفتح الباب فيراها نائمة كما تركها
نفس البراءة التى تأسر القلب و الوجدان
تتجمع بضع قطرات من الدموع فى عيناه معبرة عن تجاوزها للسد الذى بناه حول
نهر الحب الثائر بداخله حتى لا يفيض فيجرف معه العقل و الفكر
ربما لم تسنح له الفرصة ليبثها كل ما يعتمل فى نفسه
و لكنها تبقى روح الحياة بالنسبة اليه
يقترب منها و يمد يده يتلمسها
تذوب و تتبخر فى نسمات الفجر العابرة

محمد شوقى طه

موضوع: رد: العائد الجمعة يوليو 10, 2009 8:46 pm

مشكوووووووووور يا بشمهندس
1020

موضوع: رد: العائد الجمعة يوليو 10, 2009 9:05 pm

كلامات رائعة فى الأداء

مشكووووووووور كتيييييييييير

تقبل مرورى